مقدمة
الاسم الكامل لابن خلدون هو ولي الدين عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن حسن بن جابر بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن خلدون. نسب ابن خلدون مصنف على أنه محمد بن محمد بن حسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خالد.
يُعرف بابن خلدون لانتسابه إلى نسب جده التاسع وهو خالد بن عثمان. وكان جده أول من دخل الأندلس مع الفاتحين العرب. وعملاً بعادة الأندلسيين والمغاربيين الذين اعتادوا إضافة حرف الواو والنون (ن) بعد أسماء الشخصيات البارزة من باب الاحترام والتبجيل، تم تغيير اسم خالد إلى خلدون.
هناك العديد من المراجع المختلفة المتعلقة بالاسم الكامل لابن خلدون. بخلاف ما تقدم، في المقدمة، ترجمة مستوري إرهم، وآخرون. ويذكر أن الاسم الحقيقي والاسم الأشهر لابن خلدون هو عبد الرحمن بن خلدون المغربي الحضرمي المالكي. عبدالرحمن هو اسمه الأولال يصنف بالمغربي لأنه ولد ونشأ في مدينة المغرب التونسية، يلقب بالحضرمي لأن نسبه من حضرموت جنوب اليمن، ويلقب بالمالكي لأنه يتبع مذهب الإمام مالك.
سيرة وأعمال ابن خلدون
ولد ابن خلدون في تونس بشمال أفريقيا في 1 رمضان 732 هـ / 27 مايو 1332 م، وتوفي بالقاهرة في 25 رمضان 808 هـ / 19 مارس 1406 م.5 توفي عن عمر يناهز 76 سنة (حسب الحسابات الهجرية). ) بالقاهرة، قرية تقع على نهر النيل، حول مدينة الفسطاط، حيث تقع المدرسة القمحية، حيث خدم هذا الفيلسوف، المعلم، السياسي. وحتى الآن المنزل الذي ولد فيه يقع على خليج التربة ولا يزال الشارع بتونس سليما ويستخدم مركزا لمدرسة إدارة العليا. ويوجد عند مدخل هذه المدرسة حجر محفور عليه اسم وتاريخ ميلاد ابن خلدون.
والد ابن خلدون هو أبو عبد الله محمد، توفي سنة 749هـ/1348م نتيجة الطاعون الدبلي الذي ضرب شمال أفريقيا، وترك وراءه خمسة أطفال. في ذلك الوقت كان ابن خلدون لا يزال يبلغ من العمر عامًا تقريبًا. وكان والده خبيرا في اللغة العربية وآدابها. وبعد أن قرر التوقف عن الانخراط في السياسة، اتجه بعد ذلك إلى العلم والصوفية أيضًا.
دراسة العلوم الدينية. لذلك كان معروفًا بأنه شخص
- يتقن الشعر الصوفي ومختلف المجالات العلمية الأخرى
وفي أوائل القرن الثالث عشر الميلادي، تم تدمير مملكة الموحدين في الأندلس. وسقطت معظم مدنها وموانئها في يد الملك القشتالي، ومن بينها مدينة إشبيلية (1248م). واضطر بني خلدون إلى الهجرة إلى شمال أفريقيا على خطى بني حفص واستقروا في مدينة سبتة، ثم عينوا أبو بكر محمد الجد الثاني لابن خلدون لإدارة شؤون دولتهم في تونس، وعين جده الأول , محمد بن أبو بكر ليتولى شؤون الحجابة (مكتب شؤون الدولة) ببوجي. ولأن ابن خلدون ولد في أسرة علمية ومحترمة، فقد نجح في الجمع بين المنصبين العلمي والحكومي.
وفي الأندلس، كبرت عائلة ابن خلدون وانخرطت بشكل كبير في السياسة والأكاديميين. ولذلك فإن بني خلدون معروفون بأنهم عائلة علمية رفيعة المستوى، يشغلون العديد من المناصب المهمة في الدولة، ويلعبون دورًا بارزًا جدًا، سواء في مجال العلم أو السياسة. بحيث أصبح عالمي السياسة والعلم متكاملين عند ابن خلدون. بالإضافة إلى ذلك، يلعب ذكائه أيضًا دورًا كبيرًا في تطوير حياته المهنية. ومع ذلك، يبدو أن والد ابن خلدون كان له خصائصه الفريدة من تقاليد عائلته. هو وهو من عائلات بني خلدون الذين نأوا بأنفسهم عنهم السياسة والتركيز أكثر على مجالات العلوم والتدريس كما ذكرنا أعلاه.
فترة تعليم ابن خلدون
وقضى ابن خلدون هذه الفترة التعليمية في تونس على مدى 18 سنة، أي ما بين 1332-1350م، وبدأ ابن خلدون تعليمه بقراءة القرآن وحفظه. وكما جرت العادة في عصره، بدأ تعليم ابن خلدون في سن مبكرة، بتعليم صارم من معلميه الأوائل، أي والديه. عندها فقط حصل على معارف متنوعة من المعلمين المشهورين في ذلك الوقت حسب مجالات تخصصهم. فمثلاً دراسة اللغة العربية بآدابها، والقرآن بتفاسيره، والحديث بعلومه، والتوحيد والفقه والفلسفة والحساب.
ويرى ابن خلدون أن القرآن هو التعليم الأولي وهو أساس مفهوم الإسلام. يعد القرآن أهم جزء في حياة المسلم، لأنه المصدر الرئيسي للمعرفة والهداية للإنسان.
وكان لبعض أساتذته دور فعال في تطوره الفكري، وهم: أبو عبد الله محمد بن سعد بن برال الأنصاري، وأبو العباس أحمد بن محمد البطاني في علوم القرآن.
أبو عبد الله بن القشر وأبو عبد الله محمد بن بحر في علم النحو العربي (لغة عربية)، شمس الدين محمد بن جابر بن سلطان الودياسي وأبو محمد بن عبد المهيمن بن عبد المهيمن الحضرمي في علم النحو. الحديث، وأبو عبد الله محمد الجياني، وأبو القاسم محمد القشير في علم الفقه، كما دراسة كتاب الموطأ للإمام مالك مع عبد الله محمد بن عبد السلام. وفي الوقت نفسه، درست العلوم العقلية مثل الفلسفة وعلم الكلام والرياضيات والعلوم الطبيعية والرياضيات والفلك على أبي عبد الله محمد بن إبراهيم العبيلي. كان ابن خلدون يحظى دائمًا بالثناء والإعجاب من أساتذته.
ومن كثر أساتذته، وضع ابن خلدون اثنين من أساتذته في مكانة خاصة، وأبدى له تقديرا كبيرا (احتراما) بسبب اتساع علم هذين المعلمين، وهما: الأول أبو محمد بن عبد المهيمن بن عبد المهيمن الحضرمي. وهو خبير في الحديث والنحو في علوم الدين بالمغرب. لقد قدر ابن خلدون معلمه حقًا بسبب اتساع معرفته في مجالات الحديث ومفصلة الحديث والسيرة واللسانيات. وأخذ عنه أيضاً كتب الحديث، مثل الكتب الستة، والموطأ. الثاني: أبو عبد الله محمد بن العبيلي، الذي أعطاه دروساً كثيرة في العلوم الفلسفية، منها الرياضيات والأحياء والرياضيات والفلك وأيضاً الموسيقى.
وبصرف النظر عن وجود العديد من المعلمين المشهورين في عصره، فقد درس ابن خلدون أيضًا العديد من أعمال كبار العلماء مع أساتذته. ومن المؤلفات الكثيرة المدروسة كتاب اللامية في القراءات، ورئية في رسمي مصحف للستابي؛ "تسهيل في النحوي" لابن مالك؛ بوكو الأغاني لأبي فرج الأصفهاني ؛ معلقات بوكو الحماسة للأعلام، وطائرة من سير أبي تمام والمطبني، ومعظم كتب الحديث من صحيح مسلم، وموطأة الإمام مالك؛ "التقاسي لأحاديث الموطأ" لابن بر؛ "علوم الحديث لابن شلح ؛ برادي بوكو التهذيب؛ مختصر المدونة لسحنون في الفقه المالكي، ومختصر ابن حاجب في الفقه والأشول، والسير لابن إسحاق.
وهنا يمكن القول إن المستوى الصارم للتعليم بتوجيه من العديد من المعلمين وعدد من الكتب التي درسها ابن خلدون يوضح الاتساع غير العادي لعلمه وذكاءه العقلي، ويظهر مدى إعلاءه لقيم الأخلاق العلمية . وهذا يدل أيضًا على أن ابن خلدون كان شخصًا ذا طموحات عالية، ولم يكن يكتفي بتخصص علمي واحد فقط. معرفته واسعة جدا ومتنوعة.
مؤلفات ابن خلدون
أعمال ابن خلدون التي نوقشت على نطاق واسع من قبل الخبراء حتى الآن هي العبر، والمقدمة، والطريف. والواقع أن كتابي المقدمة والتعريف هما جزء من كتاب العبر الذي يقع في سبعة مجلدات. والمقدمة هي مقدمة العبر، والطريف هو الجزء الختامي. أما شرح كتاب العبر الذي يقع في سبعة مجلدات كبيرة فهو كما يلي:
المقدمة هي الجزء الأول من كتاب العبر الذي يتناول المجتمع وأعراضه، مثل: الحكومة، والسيادة، والسلطة، والسلطة، والرزق، والعيش، والتجارة، الخبرة والمعرفة والأسباب وأسباب وجودها. وهذا الكتاب التمهيدي الطويل هو جوهر جميع المسائل التي يتضمنها كتاب العبر. لذلك يُعرف هذا العمل بأنه عمل ضخم لابن خلدون. وعلى الرغم من أن المقدمة جزء من العبر، إلا أن المقدمة تختلف عن العمل الأصلي (العبر) وسيتم مناقشتها بشكل منفصل. تعتبر المقدمة ثروة لا تقدر بثمن في التراث الفكري للأدب العربي لما فيها من تفكير وبحث استثنائيين، وتحتوي على مناهج متنوعة للظواهر الاجتماعية والتاريخية، وتحتوي على مختلف جوانب الحياة وأيضا العلوم. وهذا يعني أن أفكار ابن خلدون لا تزال قيد المناقشة حتى اليوم، مثل غيره من المفكرين العظماء في كل العصور. أكمل ابن خلدون كتابة المقدمة الرائعة في خمسة أشهر فقط في قلعة سلمة في منتصف عام 779هـ/1377م، ثم قام بمراجعة الغلاف وصقله، وأكمله بتاريخ الأمم المختلفة. يعد هذا الكتاب دراسة ونظرية متطورة تحتل مكانة عالية بين نتائج الفكر الإنساني، كما أصبح أسطورة في التراث اللغوي العربي
"العبر" هو العمل الرئيسي لابن خلدون. العنوان الأصلي لكتاب العبر هو كيت العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في أيام العرب و العجم و البربر و من شارهم من دزاوي السلطاني الأكبر (كتاب تعليمي ومحفوظات تاريخية في العصور المبكرة والمتأخرة تغطي الأحداث السياسية المتعلقة بالعرب والعجم والبرابرة والملوك العظام في عصرهم). لأن عنوان الكتاب طويل جدًا لدرجة أنه في مراجع مختلفة ويشار إليه عمومًا بكتاب العبر أو تاريخ ابن خلدون. وقد كمل ابن خلدون كتاب العبر عندما كان يقيم في قلعة بن سلمة، منطقة الجزائر اليوم. بدأ حياة جديدة وسط صمت الصحراء حيث أمضى أربع سنوات (776-780هـ) يركز على كتابة العبر باعتباره عملاً اجتماعيًا تاريخيًا مشهورًا. وهذا الكتاب الثاني، المكون من أربعة مجلدات، يصف تاريخ الأمة العربية وأجيالها وسلالاتها منذ ولادة ابن خلدون. وبصرف النظر عن ذلك، فهو يحتوي أيضًا على تاريخ العديد من الدول الشهيرة في ذلك الوقت والأشخاص العظماء معهم السلالات الحاكمة، مثل البنطيين، والسوريين، والفرس، واليهود (إسرائيل)، الأقباط (المصريون) واليونانيون والرومان والأتراك والفرنجة (الأوروبيون) حتى القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي
الوضع السياسي في عهد ابن خلدون
عاش ابن خلدون في القرن الرابع عشر الميلادي أو القرن الثامن الهجري. وكان هذا القرن فترة تغييرات تاريخية كبيرة، سواء في السياسة أو الفكر. بالنسبة لأوروبا، كانت هذه الفترة فترة نمو لرواد عصر النهضة. وفي الوقت نفسه، كانت هذه الفترة بالنسبة للعالم الإسلامي فترة تراجع وتفكك
قضى ابن خلدون أكثر من ثلثي حياته في منطقة شمال غرب أفريقيا، حيث تقف الآن بلاد تونس.
الجزائر والمغرب، وكذلك الأندلس التي تقع في الطرف الجنوبي لإسبانيا. في ذلك الوقت، أصبحت المنطقة ساحة للصراعات والصراعات على السلطة بين السلالات الحاكمة، فضلاً عن التمردات، بحيث غالبًا ما تنتقل السيطرة على المنطقة من أسرة إلى أخرى. كما لعب ابن خلدون دورًا في الساحة السياسية التي كانت مليئة بالصراع على السلطة. غالبًا ما كان يغير مواقفه وينقل الولاءات من حاكم إلى آخر من نفس السلالة. وكان أول منصب حكومي له أهمية كبيرة بالنسبة له هو عضوية المجلس العلمي للسلطان أبي عنان من بني مرين في عاصمة البلاد وهي فاس. ثم تم تعيينه سكرتيرًا للسلطان ومهمته تسجيل جميع قرارات السلطان المتعلقة بجميع طلبات الشعب، بالإضافة إلى المستندات الأخرى المقدمة إلى السلطان.
أثناء وجوده في فاس، واصل ابن خلدون الدراسة مع العلماء والكتاب من الأندلس وتونس. وكان يتردد كثيرا على مكتبة فاس التي كانت تعتبر أكبر وأكمل مكتبة في ذلك الوقت. سعادته بالدراسة ودخول عالم السياسة هو أحد طموحاته لتولي مناصب مهمة من أجل السيطرة على منطقة ما وحكمها. وهذا الطموح هو استعادة المجد الماضي لجده، ففي عهد بني حفص كان جده أول من حكم في تونس وجده الثاني حكم في بجاية.
ومع شهرة كتاب المقدمة وخبرته كمذهب مالكي، تم تعيين ابن خلدون أخيرا محاضرا في الفقه المالكي بمؤسسة القمحية التعليمية بالقاهرة، ثم عين أيضا قاضيا أعلى على المذهب المالكي في مصر. المملكة المصرية في ذلك الوقت. ومع ذلك، كانت العقبة الرئيسية أمام ابن خلدون هي المنافسة بين كبار المسؤولين والعلماء، وخاصة الخبراء القانونيين. ولهذا السبب، تم التشهير به بنجاح بسبب قيامه بإصلاحات قانونية وتم فصله من هذا المنصب.
وتبين أن حياة ابن خلدون في مصر كانت تشهد دائما صعودا وهبوطا، إذ تعرض للسجن ذات مرة خلال مسيرته السياسية
Beri Komentar
Belum ada komentar. Jadilah yang pertama untuk memberikan komentar!